أفتتح معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة فعاليات الدورة الـ 15 من مؤتمر اللجنة الإقليمية للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية لمنطقة الشرق الأوسط، والذي تستضيفه العاصمة أبوظبي في الفترة من 10 إلى 14 نوفمبر الجاري.
ويستهدف المؤتمر الذي تنظمه وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية، الوقوف على حالة الصحة الحيوانية في المنطقة ومناقشة آليات تطويرها وأهم قضايا الإنتاج الحيواني، واستعراض التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال، وإعداد توصيات فعالة للارتقاء بهذا القطاع في المنطقة، لطرحها خلال الجلسة العامة للمنظمة في مايو 2020.
ومن جهته قال معالي الدكتور ثاني الزيودي: " إن دولة الإمارات في إطار التزامها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وبالأخص المتعلقة بالصحة والحياة على البر، وضمن استهدافها تحقيق الاستدامة على مستوى كافة القطاعات، تولى ملف الصحة الحيوانية اهتماما بالغاً لما له من ارتباط مباشر على الصحة العامة والانسان والبيئة، حيث أقرت منظومة متكاملة من التشريعات والقوانين المنظمة للتعامل مع الحيوانات ورفع معدلات حمايتها وسلامتها."
وأضاف: " كما تشمل جهود الدولة العمل بشكل حثيث على خفض معدل الاصابة بالأمراض الحيوانية أو انتقال مسبباتها إلى الانسان أو الحيوانات الأخرى، وذلك عبر تنظيم عملية الاستيراد واتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية عبر منافذ الدولة وتطوير الخطط الوطنية للسيطرة والقضاء على الأمراض و تعزيز المنظومة البحثية المتخصصة والتشخيصية وأنشاء شبكة من المختبرات الفنية عالية الكفاءة."
وأشار إلى أن الجهود التي بذلتها الدولة خلال العقود الماضية ساهمت في اختيارها لاستضافة مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية في المنطقة، وتنظيمها للدورة الحالية من مؤتمر اللجنة الإقليمية للمنظمة.
وضمن أعمال اليوم الافتتاحي للمؤتمر وقع سعادة سعيد البحري العامري مدير عام هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية وسعادة الدكتورة مونيك إلوا مدير عام المنظمة العالمية للصحة الحيوانية على خطاب النوايا لإنشاء المكتب شبه الإقليمي للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية في أبوظبي، والذي من المقرر أن يخدم دول الخليج واليمن.
وقال العامري : "إن استضافتنا للمكتب شبه الإقليمي للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية خطوة مهمة جداً في تعزيز جهود المنظمة لتحقيق استراتيجيتها وأهدافها، وهو مشروع سيعود بالفائدة على جميع دول المنطقة وسيضاعف من حجم التعاون بين المنظمة العالمية للصحة الحيوانية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجميع دول مجلس التعاون الخليجي في مجالات الصحة الحيوانية."
وأكد العامري أن المكتب سيسهم في إحداث تأثيرات إيجابية واسعة تتخطى المستوى شبه الإقليمي لتصل إلى المستوى الإقليمي، لا سيما مع استحداث بعض الأنشطة الخاصة بمبادرة التطبيق الأمثل لمعايير التجارة الآمنة، حيث تهدف هذه المبادرة للتطبيق الأمثل لمعايير المنظمة العالمية للصحة الحيوانية لضمان تحقيق عملية تجارة آمنة بين منطقة القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية باتباع النهج القائم على الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأضاف أن هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية تسعى من خلال هذا المكتب نحو تسهيل عملية تنفيذ مبادرات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، والترويج للمبادئ التوجيهية ومعايير المنظمة وضمان الشفافية حول وضع الأمراض الحيوانية العالمية، وتعزيز التعاون الدولي وتنسيق العمليات الخاصة بتنفيذ المعايير الدولية للمنظمة وتعظيم دور المختبرات البيطرية الوطنية والإقليمية في التصدي للأمراض الحيوانية ومكافحتها.
ومن جهتها قالت مونيك إلوا المدير العام للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية:" يمثل ملف الصحة الحيوانية أحد أهم الموضوعات التي تستدعي ضرورة تشديد الرقابة والتطوير الدائم للمعايير المرتبطة بصحة الحيوان كون منطقة الشرق الأوسط تلعب دور الربط التجاري بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، والتي يمكن عبرها مرور الأمراض المتعلق بهذا القطاع، لذا نسعى عبر الدورة الحالية من المؤتمر إلى طرح كافة القضايا والسعي للخروج بتوصيات من دورها ضمان صحة وسلامة الحيوان وتطوير منظومة الرقابة والمتابعة."
وأشار إلى أن اختيار العاصمة الإماراتية أبوظبي لوجود المكتب التمثيلي شبه الإقليمي للمنظمة في المنطقة من دوره تعزيز دور المنظمة في العمل على تطبيق كافة المعايير والآليات المرتبطة بتحقيق تجارة أمنة في الحيوانات والمنتجات الحيوانية والعمل على سرعة التعامل مع كافة التحديات التي يمكن أن تواجه دول المنطقة الأعضاء في المنظمة."
إلى ذلك شملت أعمال اليوم الافتتاحي عدد من الجلسات النقاشية المتخصصة والتي تناولت دور المنظمة العالمية للصحة الحيوانية في دعم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وجهودها في تطوير وتعزيز الشراكات مع مختلف الدول.
واستعراض تجربة دولة الإمارات في حماية الصحة الحيوانية وتعزيز استدامتها، ومنظومة الرعاية والرفق بالحيوان المطبقة في الدولة، والجهود التي تبذلها الدولة بشكل عام في هذا المجال محلياً واقليمياً وعالميا.
وتناولت أحد الجلسات تحليل لحالة الصحة الحيوانية في دول المنطقة الأعضاء في المنظمة.
وستضم أعمال المؤتمر العديد من ورش العمل التخصصية والجلسات النقاشية لأحدث القضايا والمتطلبات المطروحة في هذا المجال، وطبيعة الدور الذي تقوم به المنظمة في المنطقة ومتطلبات تطويره.
كما ستتم مناقشة اللوائح والتشريعات للاتفاقيات الدولية المنظمة للتعامل مع أنواع عدة من الحيوانات والنباتات البرية وفي مقدمتها الأنواع المهددة بالانقراض.
وسيتم تناول وطرح التوصيات التي يخرج بها المؤتمر خلال الجلسة العامة لاجتماعات المنظمة في مايو 2020.
يشارك في أعمال المؤتمر عدد من المنظمات العالمية ومنها المنظمة العربية للتنمية الزراعية، وممثلين وصناع قرار من دول مجلس التعاون الخليجي، ومنطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.