نظمت وزارة التغير المناخي والبيئة ورشة عمل مشتركة حول الاستهلاك والإنتاج المستدامين مع وزارة البيئة السنغافورية تحت شعار "صفر نفايات" في إطار التعاون بين الدولتين في مجال العمل من أجل الاستدامة البيئية، بمشاركة مجموعة من الجهات والمؤسسات المحلية تشمل البلديات، والجهات المسؤولة عن إدارة النفايات وقطاع الضيافة والفندقة، وحضور معالي ذوالكيفلي مساغوس وزير البيئة والموارد المائية السنغافوري.

وتستهدف الورشة التي تقام في أبوظبي في الفترة من على مدار يومين 15– 16 يناير الجاري على هامش منتدى حلول إدارة النفايات ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2019، استعراض وتبادل التجارب الناجحة بين الدولتين في مجال الإدارة المتكاملة للنفايات، وتحقيق منظومة الإنتاج والاستهلاك المستدام.

وفي كلمته خلال الورشة قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة: " إن حماية البيئة وتحقيق منظومة الاستدامة في كافة القطاعات وبالأخص القطاع البيئي تأتي على رأس أولويات واهتمامات دولة الإمارات، ومواكبة لهذا الهدف وضمن مسؤولياتها تعمل وزارة التغير المناخي والبيئة على وضع الأطر وتنفيذ المشاريع والمبادرات اللازمة لتحقيق الاستدامة في كافة القطاعات البيئية."

وأضاف معاليه: " ويمثل التعامل مع النفايات سواء بإقرار إدارة متكاملة لها، أو بخفض انتاجها عبر رفع الوعي العام بالإنتاج والاستهلاك المستدام، أحد أهم المجالات التي تعمل عليها الوزارة، حيث اعتمدت خطة الإدارة المتكاملة للنفايات والتي تشمل مبادرات ومشاريع عدة على رأسها تطوير آليات عمل مكبات النفايات في الدولة، بما يساهم في تحقيق أحد مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، وهو معالجة 75% من النفايات البلدية الصلبة، كما تعمل على عقد شراكات مع الدول ذات التجارب الناجحة في التعامل مع هذا الملف وإدارته، ومنها دولة سنغافورة."

وأشار معاليه إلى أن: " خفض معدل النفايات، ورفع الوعي العام بالآليات الصحيحة للتعامل معها من دوره حماية البيئة البرية والبحرية والحفاظ على تنوعها البيولوجي النباتي والحيواني، وتحقيق استدامته، كما أن معالجتها عبر آليات ونظم متطورة سيساهم في خفض الانبعاثات الكربونية الضارة الناجمة عن التخلص منها بالحرق، ما يساهم بدوره في تقليل مسببات التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة العالمية."

ولفت معاليه إلى أن ملف التعامل مع النفايات يحتاج إلى تسريع وتيرة الجهود المبذولة للتعامل معه نظراً لما يواجه حالياً من تحديات هامة على رأسها زيادة الكميات المتولدة يومياً بسبب النمو السكاني والاقتصادي في مختلف القطاعات وبالأخص الصناعية التطويرية، وكذلك التخلص العشوائي من النفايات ما يشكل خطراً كبيراً على البيئة وصحة الإنسان."

وأشاد معالي الدكتور الزيودي بالتجربة السنغافورية الناجحة في عملية إدارة ومعالجة النفايات، مؤكدا على أن العمل المشترك بين الامارات وسنغافورة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجالات العمل البيئي كافة لتحقيق إفادة للطرفين ولجهود العمل من أجل البيئة والمناخ بشكل عام.

ومن جهته قال معالي ذوالكيفلي مساغوس وزير البيئة والموارد المائية السنغافوري: " إن دولتي الإمارات وسنغافورة ترتبطان بعلاقات تعاون وشراكة وثيقة تشمل كافة القطاعات، وساهم تبادل التجارب والخبرات بينهما في إنجاح خطط ومبادرات تطوير عدة."

وأوضح أن: " العمل في مجالات البيئة والمناخ يتطلب شراكات واسعة النطاق على مستوى دولي لتوسيع قاعدة الخبرات والابتكارات بما يسهم في تحقيق النجاح والأهداف المنشودة، لذا نسعى بشكل دائم إلى التعاون والشراكة مع الدول ذات التجارب الناجحة مثل الإمارات التي باتت تقدم للعالم نماذج وتجارب بناءه في عدة مجالات."

وأشار إلى أن ورشة العمل الحالية تهدف إلى التعريف بمفهوم (صفر نفايات) الذي يجري تطبيقه في سنغافورة والقائم على إعادة تدوير ومعالجة كافة المخلفات والنفايات بالكامل، ومشاركة تفاصيل وآليات هذه التجربة التي تحقق نتائج جيدة حاليا مع دولة الإمارات.

وأوضح معالي مساغوس أن العنصر الأهم في نجاح هذا النوع من التجارب هو رفع الوعي العام لفئات المجتمع، فالحكومات لا يمكنها تطوير وتنفيذ هذه الخطط والتجارب وحدها، بل يجب أن تتم عبر شراكات وتنسيق وتعاون بين القطاع الحكومي والخاص وكافة فئات الجمهور حتى تحقق الأهداف المرجوة منها.

إلى ذلك وضمن فعاليات ورشة العمل وقعت وزارة التغير المناخي والبيئة مذكرة تفاهم مع وزارة البيئة والموارد المائية السنغافورية للتعاون والتنسيق في المجالات المتعلقة بالإدارة المتكاملة للنفايات والعمل البيئي وتحقيق منظومة الإنتاج والاستهلاك المستدامين، بما يصب في مصلحة حماية البيئة وضمان استدامة مواردها الطبيعية وجهود العمل من أجل المناخ.