تخطي قائمة التنقل

تفاصيل الخبر

ابن فهد: القطاع المنزلي في الإمارات يستهلك حوالي 35% من إجمالي الطاقة الكهربائية و 32% من المياه

الإثنين, 22 أبريل 2013

شارك معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه احتفالات مدرسة دبي الوطنية، بمناسبة يوم الأرض 22 ابريل والتي عقدت اليوم بمقر المدرسة بمنطقة البرشاء بدبي تزامنا مع المناسبة، والذي يركز هذا العام على تغير المناخ والتأثيرات السلبية له على حياة الإنسان والحيوان والنظم البيئية المختلفة.

وأوضح معاليه في كلمته خلال الحفل بأن تغير المناخ قد حظي في العقدين الماضيين بالكثير من الأهمية في كل أنحاء الأرض، وعقدت من أجله مئات المؤتمرات واللقاءات الدولية، وصدرت المئات من التقارير الدولية التي تحذر من تأثيراته وتدعو إلى العمل من أجل التخفيف من تأثيراته الخطرة على الحياة بمختلف صورها.
وأشار وزير البيئة والمياه إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري أو ظاهرة الدفيئة هي في الأصل ظاهرة طبيعية وضرورية لاستمرار الحياة على الأرض، إلاّ أن زيادة حدة هذه الظاهرة قادت إلى ما يعرف بتغير المناخ الذي ترافق مع زيادة واضحة في درجة حرارة الكرة الأرضية وارتفاع مستوى سطح البحر، ولكل منهما انعكاسات بالغة الخطورة على كل مكونات الحياة. وأضاف "شهدنا في السنوات السابقة العديد من الكوارث الطبيعية المدمرة في أنحاء مختلفة من العالم، والتي تعزى بعض أسبابها إلى تغير المناخ". 
وصرح ابن فهد بأنه مع تكشف المزيد من الأدلة والبراهين على تدخل الإنسان في النظام المناخي، وعلاقة الأنشطة البشرية بتغير المناخ، بدأ العالم سباقاً محموماً مع الزمن للسيطرة على ارتفاع درجة الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر، سواءً من خلال العمل الجماعي تحت مظلة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو، أو من خلال العمل على المستوى الوطني.
وأفاد بأن دولة الإمارات اتخذت مجموعة مهمة من الخطوات في هذا الشأن انطلاقاً من إدراكها لمخاطر تغير المناخ على الأنظمة البيئية في الدولة. مشيرا إلى أن زيادة مستوى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفي مقدمتها غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الأحفوري كالنفط والغاز والفحم، مسؤول بشكل مباشر عن تفاقم ظاهرة تغير المناخ، فقد تركز جزء كبير من جهود الإمارات  على الحد من الاستهلاك المفرط لموارد الطاقة.
وقد عدد معالي الدكتور راشد بن فهد جهود الدولة في التصدي لظاهرة تغير المناخ والتي خصصت لها الدولة استثمارات مالية طائلة، ومن بينها تبني خيار الطاقة المتجددة والطاقة النووية للأغراض السلمية واستخدامها في إنتاج الطاقة وتحلية المياه ومعالجة المياه والعديد من الأغراض الأخرى بدلاً من استخدام النفط والغاز.
حيث دشنت الإمارات أول محطة للطاقة الشمسية في أبوظبي في الشهر الماضي بقدرة إنتاجية تصل إلى 100 ميجاوات، وتعادل هذه القدرة زراعة مليون ونصف مليون شجرة أو سحب 20 ألف سيارة تقريباً من الطرقات. موضحا أنه من المنتظر بحلول عام 2020 أن تغطي الطاقة المتجددة والطاقة النووية حوالي ثُلث احتياجاتنا من الطاقة وتخفيف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنفس النسبة تقريباً.
كما أشار معاليه إلى تبني الدولة لنهج العمارة الخضراء، وهو نهج يقوم على تطبيق معايير في البناء والتشييد تضمن أقصى قدر من التوفير في الطاقة والمياه والموارد الأخرى، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة البصمة البيئية عام 2007، التي كان لها فضل كبير في التعريف بمفهوم البصمة البيئية، الذي يقيس مدى استهلاكنا للموارد، وفي التعريف بالممارسات الرشيدة التي ينبغي اتباعها من أجل خفض معدل البصمة البيئية. واستدامة قطاع النقل وذلك من خلال استحداث وسائل نقل جماعي كالمترو والقطارات، وتطوير قطاع النقل بالحافلات الذي أصبح واستخدام أنواع وقود أقل تلويثاً للبيئة. إلى جانب وضع وتطبيق مواصفات قياسية إماراتية لتعزيز كفاءة الطاقة في أجهزة تبريد الهواء و الأجهزة الكهربائية المنزلية، وحظر استيراد أو استخدام الأجهزة الكهربائية ذات الاستهلاك غير الرشيد  للطاقة.
ومن الجهود الأخرى التي تبذلها مختلف الجهات المعنية في الدولة التوعية المكثفة بمخاطر الاستهلاك المفرط للموارد الطاقة، خاصة موارد المياه والطاقة، موضحا معاليه في هذا السياق بأن الإمارات تعتبر واحدة من أعلى دول العالم استهلاكاً للمياه والطاقة، والتوعية بضرورة العمل على اتباع ممارسات رشيدة تؤدي إلى التقليل من مستوى الاستهلاك المفرط لهذين الموردين.
وحول دور الأفراد أكد وزير البيئة والمياه في كلمته للطلاب "أننا مسؤولون إلى حد كبير عن زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري نتيجة لاستغلالنا المفرط لمواردنا وممارساتنا غير الرشيدة لها، والتي أدت إلى ارتفاع معدل بصمتنا البيئية التي تعتبر واحدة من أعلى المعدلات في العالم. ويكفي أن أشير إلى أن القطاع المنزلي وحده في الإمارات يستهلك حوالي 35% من إجمالي الطاقة الكهربائية، وحوالي 32% من المياه، وهي نسب كبيرة يمكن تخفيضها من خلال ممارسات بسيطة يمكن أن يقوم بها كل فرد منا في منزله أو مدرسته دون عناء كبير. وأنا على يقين من أنكم جميعاً على وعي تام بهذه الممارسات وأهمية تطبيقها من أجل بيئة نظيفة نستطيع أن ننمو فيها وتنمو فيها أجيالنا المقبلة بصحة وسعادة ورفاه".
وأعرب ابن فهد بأن دورنا كأفراد هو دور تكاملي ناتج عن قيام كل منا بما يقتضيه واجبه، فالمجتمع هو في النهاية مجموعة أفراد، ولو قام كل فرد بواجبه تجاه مجتمعه وبيئته فلربما لما كان كوكبنا ومواردنا قد وصلت إلى هذه الحالة من الاستنزاف والتدهور.
وأشار معاليه إلى إن وزارة البيئة حين تبنت شعار "بيئتي مسؤوليتي الوطنية" كانت حريصة على التأكيد على مسؤوليتنا الوطنية كأفراد في المحافظة على بيئتنا، ودورنا في دعم الجهود الحكومية المبذولة للمحافظة على هذه البيئة وحماية مواردها.
وأكد وزير البيئة والمياه على ثقته بالطلاب مشيرا إلى أنهم أمل المستقبل، لما يحظون به من وعي بقضايا المجتمع والبيئة على مستوى ًمرتفع وما يؤكده تنظيمهم الاحتفالية بمناسبة يوم الأرض والمناسبات البيئة الأخرى، وتطلع معاليه إلى أن يتحول هذا الوعي المرتفع إلى ممارسات فعلية ونهج حياة، لأن ذلك هو الطريق الأمثل، للمحافظة على بيئتنا كمكان آمن ومناسب لحياة أجيالنا الحاضرة وأجيال المستقبل.
وقدم وزير البيئة والمياه وافر الشكر إلى مدرسة دبي الوطنية، من إدارة ومعلمين وطلاب، على اهتمامهم الواسع بقضايا المحافظة على البيئة وتنميتها في الإمارات، وعلى تنظيمهم الرائع للاحتفالية.

هل محتوى الصفحة ساعدك على الوصول للمطلوب؟

يمكنك مساعدتنا على التحسين من خلال تقديم ملاحظاتك حول تجربتك.

Article Image

هل استخدمت خدماتنا في مركز الخدمة الخاص بنا أو رقميًا مؤخرًا؟