شهدت فعاليات المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي 2025 أمس، 5 جلسات حوارية رئيسية، استهلت بجلسة "المنظمات الدولية لبناء منظومة أكثر استدامة في مجال الأمن الغذائي"، قدمها سعادة الدكتور محمد سلمان الحمادي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنوع الغذائي وزارة التغير المناخي والبيئة، وشارك بها كل من سعادة مروان عبدالله الزعابي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع المناطق بوزارة التغير المناخي والبيئة، والدكتورة طريفة عجيف الزعابي مدير المركز الدولي للزراعة الملحية – أيكبا، والدكتور وليد أبو الحسن كبير خبراء إدارة الموارد المائية في دول مجلس التعاون الخليجي واليمن" منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
وناقش المتحدثون الدور المحوري للمنظمات الدولية في دعم منظومة الأمن الغذائي وتعزيز ممارسات الزراعة المستدامة.
وخلال مداخلتها، أكدت الدكتورة طريفة الزعابي أهمية الاعتماد على الأبحاث العلمية والبيانات الدقيقة في دعم تبني المحاصيل الذكية مناخياً، مشيرة إلى أن الحلول المستندة إلى العلم تُعدّ ركيزة أساسية في تعزيز مرونة النظم الزراعية في مواجهة التغير المناخي، بينما تطرق الدكتور وليد أبو الحسن إلى مكانة منظمة "الفاو" كمرجع بحثي وعلمي هدفه تمكين الدول العربية من بناء نظم مرنة، ووضع استراتيجيات مستدامة ودعم المبادرات المختلفة.
وشدّد سعادة مروان عبدالله الزعابي على أهمية تعزيز الشراكات الاستراتيجية وتطوير قدرات مزارعي المستقبل، مؤكداً الدور الحيوي للمراكز البحثية في ابتكار الحلول المستدامة ونقلها إلى المزارعين، وأوضح الزعابي أن السياسات الحكومية الحالية تدعم القطاع البحثي، وأن التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص يوفّر إمكانات كبيرة لتطوير حلول مشتركة، مشيرا إلى جهود الدولة في تقليص البيروقراطية، وهو ما ينعكس إيجاباً على سرعة تنفيذ المبادرات وتحقيق نتائج ملموسة تُسهم في النهوض بالقطاع الزراعي.
واستعرضت الجلسة الثانية "السياسات والتشريعات – عائق أم ممكن؟"، التي قدمها المهندس يزن القضماني من مزرعة الإمارات البيولوجية، وشارك بها أوليفر كريستوف من شركة ريفارم، وحسن حلاوي من شركة إليت أجرو، تحليلاً للإطار التشريعي الحالي لدعم الاستدامة الزراعية في دولة الإمارات، وركزت على أهمية دور التشريعات والسياسات كعامل رئيسي وأداة لدعم القطاع الخاص نحو تعزيز الإنتاج المحلي ودعم المزارعين. وسلط كريستوف الضوء على التقدم الملحوظ الذي أحرزته الإمارات في دعم الابتكار الزراعي، لا سيما في الزراعة الذكية والتكنولوجيا الحيوية وممارسات الزراعة الصحراوية، وأشار إلى تزايد الاهتمام العالمي نحو تبني نموذج الإمارات للزراعة الصحراوية، وهو ما يعتقد بأنه سيصبح أكثر أهمية خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة، فيما ركز حلاوي على أهمية تقليل مخاطر القطاع الزراعي كأولوية قصوى.
وقال إنه من خلال طرح مبادرات مثل تنويع المخاطر والتأمين على المحاصيل، يمكن للقطاع الزراعي حماية المزارعين وفتح الباب أمام مستثمري الأسهم الخاصة والمستثمرين الصناعيين للنهوض بالزراعة المحلية.
وخلال جلسة "قصة نجاح مؤسسة اكتفاء"، التي شهدت حضور معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، استعرض سعادة الدكتور المهندس خليفة مصبح الطنيجي من دائرة الزراعة والثروة الحيوانية في الشارقة، تجربة مؤسسة "اكتفاء" كمبادرة نوعية أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، بهدف توفير غذاء صحي وآمن.
وأوضح الطنيجي أن اسم المؤسسة لا يشير حرفياً إلى تحقيق الاكتفاء الغذائي، بل يحمل بعداً أعمق يتمثل في نقاء الغذاء والعودة به إلى جذوره وأصوله التقليدية، انطلاقًا من المثل القائل: "أنت ما تأكل".
وركزت جلسة "تجزئة الغذاء في عصر التحول من المزرعة إلى رف المستهلك" التي قدمتها المهندسة أحلام عبدالمحسن المناعي من وزارة التغير المناخي والبيئة، وتحدث بها جيهان إسماعي آل طاهر من جمعية الاتحاد التعاونية، وستيوارت دافيدج من مجموعة اللولو العالمية، وتوم هارفي، المدير العام للشؤون الخارجية في سبينيس، على دور شركات التجزئة في تعزيز الأمن الغذائي من خلال دعم المنتجات المحلية، وتطوير سلاسل الإمداد وتلبية التطلعات نحو الجودة والاستدامة مع استعراض التحديات والفرص في القطاع.
وناقش المتحدثون تعزيز الشراكات بين تجار التجزئة والمنتجين المحليين للأمن الغذائي، وتناولت التحديات الرئيسية للحفاظ على ثبات كميات وأنواع المنتجات الموسمية، والتعقيدات اللوجستية، وأكدوا أهمية بناء علاقات مباشرة مع المزارعين المحليين، وتحديد متطلبات محددة للجودة والحجم لتلبية توقعات العملاء، وسلطوا الضوء على أهمية اختصار سلاسل التوريد لخفض التكاليف وتحسين الجودة.
وشهدت جلسة "الإنتاج الحيواني المستدام لتعزيز الكفاءة والتنافسية لتحقيق الأمن الغذائي" مناقشات حول سبل تحسين كفاءة الإنتاج الحيواني لتعزيز الأمن الغذائي المستدام، والممارسات المستدامة والخدمات البيطرية التي تعزز من الثروة الحيوانية وتزيد من التنافسية في السوق، حيث أدارها المهندس سيف خلف الأشخري من هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وشارك في الحوار السيد سيف محمد بارزيق من مزارع العين للإنتاج الحيواني، والسيد مازن عبدالكريم الرفاعي من الوطنية للصناعات الغذائية.
واستعرضت الجلسة أبرز الممارسات المستدامة والتقنيات الحديثة التي من شأنها دعم استدامة القطاع الحيواني، وتعزيز قدرته التنافسية، ومساهمته كركيزة أساسية في منظومة الأمن الغذائي للدولة.
وتضمنت أجندة أمس، تنظيم ورش عمل متخصصة للمزارعين والمجتمعية، بمشاركة مجموعة من الجهات والشركات الرائدة في القطاع الزراعي، مثل "الزراعة الذكية بالتعاون مع جمعية أصدقاء البيئة"، التي ركزت على أهمية التحول نحو ممارسات زراعية مستدامة، وورشة عمل حول شراكة بين شركة سلال وشركة "كوبرد" لإنتاج النحل الطنان لتلقيح التحصيل، وورشة عمل بعنوان "أساسيات تربية النحل"، وأخرى بعنوان "الفرص الاستثمارية في القطاع الزراعي".