تخطي قائمة التنقل

تفاصيل الخبر

ابن فهد يؤكد أهمية البيئة الصحراوية في تراث وسياسة الدولة التنموية

الأحد, 03 فبراير 2013

رفع معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد - وزير البيئة والمياه أسمى آيات الشكر والامتنان إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – رئيس الدولة (حفظه الله) على تفضله بشمول احتفالات الدولة بيوم البيئة الوطني السادس عشر برعايته الكريمة، التي كان لها بالغ الأثر في تطور الأنشطة والفعاليات المقامة خلالها، وفي تزايد الاهتمام الرسمي والجماهيري والإعلامي المصاحب لهذه المناسبة في مختلف أرجاء الدولة، مشيراً بصورة خاصة الى الدعوة التي وجهها سموه بمناسبة يوم البيئة الوطني الخامس عشر، والتي دعا فيها "كل مكونات المجتمع بالمساهمة الجادة الفاعلة في تحمل مسؤولية حماية بيئتنا الصحراوية وتنمية مواردها، حفاظاً على نقائها وتنوع أنماط الحياة فيها، لتظل بيئتنا الصحراوية تنبض بالحياة كما كانت على مدى التاريخ" .

كما أعرب معاليه عن بالغ الشكر والامتنان لمقام صاحب السمو رئيس الدولة (حفظه الله)، والى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – نائب رئيس الدولة – رئيس مجلس الوزراء – حاكم دبي (رعاه الله) والى إخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد – حكام الإمارات، على دعمهم ومساندتهم المستمرة واللامحدودة لجهود حماية البيئة وتنميتها في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي كان لها بالغ الأثر في المكانة الدولية المرموقة التي تحظى بها دولة الإمارات في هذا المجال اليوم، فباتت اليوم أحد المراكز العالمية المهمة في صناعة الحدث البيئي، والمنصة الأفضل في المنطقة لاستضافة اللقاءات الكبرى وإدارة الحوار حول قضايا التنمية المستدامة  على المستويين الإقليمي والعالمي.

وقال معاليه : إن احتفالنا بيوم البيئة الوطني تحت شعار "الصحراء تنبض بالحياة" للسنة الثالثة على التوالي، يجسد الأهمية التي تحظى بها البيئة الصحراوية في تراثنا وفي سياستنا التنموية ومكانتها في وجداننا، وهو المعنى الذي أكده صاحب السمو رئيس الدولة (حفظه الله) في بيانه بهذه المناسبة في العام الماضي حين قال: "إن تنمية البيئة الصحراوية مكون أساس في رؤية الإمارات 2021 واستراتيجية الحكومة الاتحادية، وجزء أصيل من تراثنا وتاريخنا الثقافي والاجتماعي، ولكل هذا فإن تعميق الوعي بمكانتها والحفاظ على مواردها وضمان استدامة تنميتها جزء أساسي من المسؤولية الوطنية".

وانطلاقاً من هذه الأهمية، فقد أولت دولة الإمارات البيئة الصحراوية الكثير من الاهتمام، وشكلت تنميتها أحد العناصر المهمة في سياستنا. وها هي صحراء الإمارات تحتضن اليوم الكثير من المشاريع التنموية العملاقة كمحطات الطاقة النووية للأغراض السلمية، وحقول الطاقة المتجددة، والمشاريع السياحية والترفيهية، والمحميات الطبيعية، والمدن الحديثة، والمهرجانات التراثية .. وغيرها من المشاريع.

وأضاف معاليه أن يوم البيئة الوطني استطاع في العامين الماضيين أن يلفت الانتباه إلى أهمية البيئة الصحراوية، والى أهمية التصرف حيالها بأكبر قدر من المسؤولية من قبل مرتادي هذه المناطق، وذلك من خلال تضافر جهود كافة الجهات المعنية في الدولة التي نفذت مجموعة من البرامج والأنشطة والفعاليات الناجحة أسهمت في رفع مستوى الوعي والسلوك تجاه البيئة بشكل عام، والبيئة الصحراوية بشكل خاص، مؤكداً أن الاهتمام بالبيئة الصحراوية والمحافظة على مواردها ليس مرهوناً بهذه المناسبة فقط، بل سيظل، كما كان دائماً، من بين أولوياتنا.

وفيما يتعلق بجهود المحافظة على موارد البيئة الصحراوية، أوضح الدكتور ابن فهد إلى أن البيئة الصحراوية، بحكم طبيعتها، ليست غنية بالتنوع البيولوجي مقارنة بالبيئات الأخرى، إلاّ أنها تحتوي على تنوع نباتي وحيواني مهم يشكل جزءاً من إرثنا الثقافي والاجتماعي، جعلها تحظى بالكثير من الاهتمام. وقد أسهمت المبادرات والجهود التي بذلتها الجهات المعنية في الدولة في إنقاذ بعض الأنواع من الانقراض وزيادة أعدادها بصورة كبيرة، مشيراً على وجه الخصوص إلى "المها العربي" الذي تمثل استعادته من الانقراض أحد أهم قصص النجاح التي قادها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه ، وهو اليوم يعد بالآلاف بعد أن كان على وشك الانقراض قبل عقود قليلة فقط. ليس هذا فحسب، بل نجحت الجهود التي قامت بها الدولة، في إطار مشروع إكثار وتوطين المها العربي،  من الانتقال بتصنيف المها العربي من فئة الحيوانات المهددة بالانقراض إلى فئة “الوضع الحرج” وفقا للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وهذه هي المرة الأولى التي يتحسن فيها وضع حيوان مهدد بالانقراض في القائمة الحمراء بمقدار ثلاث فئات.

وتجاوز الاهتمام حدود الامارات، التي تقود حالياً الجهود الرامية الى إعادة توطين المها العربي في البلدان الأخرى من خلال مشروع الشيخ محمد بن زايد لتوطين المها العربي، الذي بدأ بالمملكة الأردنية الهاشمية وسيمتد الى دول أخرى في المستقبل القريب.

ولم تقتصر النجاحات التي حققتها الدولة على المها العربي، بل شملت أيضاً حماية وإكثار الصقور وإعادة اطلاقها في مناطق انتشارها الطبيعي، حيث نجحت الجهود التي قادتها دولة الإمارات  في تسجيل "الصقارة" كتراث إنساني عالمي، وكذلك الأمر بالنسبة للحبارى والنمر العربي .. وغيرها، مثمناً الجهود المتميزة التي بذلتها كافة الجهات المعنية في الدولة في هذا الشأن.

وترافق الاهتمام بالأنواع المهددة بالانقراض، اهتمام مماثل بحماية الموائل، النباتية والحيوانية، فأنشأت مجموعة مهمة من المناطق المحمية، تقدر نسبة المُعلن رسمياً منها في الوقت الحالي  بحوالي 7% من مساحة الدولة، كاشفاً أن وزارة البيئة والمياه ستعمل، في إطار خطتها الاستراتيجية 2014-2016، على تنسيق الجهود الوطنية لزيادة هذه النسبة إلى 13% بنهاية عام 2016.

كما كشف معاليه عن انتهاء المرحلة الثانية من مشروع مسوحات الأنواع النباتية والحيوانية في بعض المناطق الهشة بيئيا بالدولة الذي تنفذه وزارة البيئة والمياه بالتعاون مع الاتحاد العربي لحماية الحياة البرية، في إطار مبادرة تحسين مستوى حماية المناطق الإحيائية والبيئات الهشة، ومن المنتظر أن يتم إنجاز المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع بنهاية العام الجاري بوضع قاعدة بيانات حديثة للمناطق ذات الحساسية البيئية في الدولة، إلى جانب تحديث قائمة الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض، والتوصية بحماية تلك الأنواع والمناطق.

وفي نفس السياق أشار معالي الوزير إلى أن الوزارة انتهت من تنفيذ الدراسة المسحية للتربة في الإمارات الشمالية التي وفرت خرائط رقمية متطور شاملة للتربة على المستوى الوطني، بعد تضمينها نتائج المسوحات المماثلة التي أجريت في كل من أبوظبي ودبي في وقت سابق، مؤكداً أن تلك الخرائط سيكون لها دور بالغ الأهمية في حماية المناطق الهشة وذات الحساسية البيئية من التوسع الحضري، من خلال استخدامها كأداة رئيسية في تخطيط استخدام الأراضي لمختلف الأغراض.

وأكد معاليه أن تلك الجهود، وغيرها الكثير، سيكون لها بالغ الأثر في تحسين موقع الامارات المتقدم في مؤشر الأداء البيئي على المستوى العالمي في السنوات القادمة، حيث احتلت الإمارات  المرتبة 23 في متغير التنوع البيولوجي والمحميات الطبيعية عام 2012.

 

وشدد معالي وزير البيئة والمياه على أهمية مشاركة المجتمع ، أفراداً وجماعات، في جهود حماية البيئة الصحراوية وممارسة السلوك الإيجابي تجاه مواردها، داعياً جميع الجهات في الدولة إلى استثمار هذه المناسبة لتعزيز وعي أبنائنا وبناتنا بماضيهم وتراثهم الذي تشكل البيئة الصحراوية جزءاً أساسياً فيه، وتعزيز صلتهم بها وفق ما تدعو إليه رؤية الإمارات  2021، ووثيقة قيم وسلوكيات المواطن الاماراتي التي تدعو إلى الاعتزاز بالعادات والتقاليد الأصيلة وتطبيقها في حياتنا اليومية.

كما أعرب عن خالص شكره وتقديره الى كافة الجهات في القطاعين الحكومي والخاص والمنظمات والجمعيات التطوعية على مساهمتها القيمة في احتفالات الدولة بهذه المناسبة البيئية الهامة وتعزيز فرص نجاحها

هل محتوى الصفحة ساعدك على الوصول للمطلوب؟

يمكنك مساعدتنا على التحسين من خلال تقديم ملاحظاتك حول تجربتك.

Article Image

هل استخدمت خدماتنا في مركز الخدمة الخاص بنا أو رقميًا مؤخرًا؟